Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
قبيلة يكوت فعاليات شباب يكوت
13 mars 2011

حضارات ماقبل التاريخ بالصحراء الغربية الوجود

حضارات ماقبل التاريخ بالصحراء الغربية 

 

الوجود البشري في الصحراء الغربية تاريخ موغل في أعماق الزمن 
لقد سكنت الصحراء الغربية منذ أقدم الأزمنة، حيث أن المعطيات والشواهد تعبر بصفة واضحة وجلية عن وضع مناخي ممطر ورطب -خلال بعض فترات ما قبل التاريخ- مناسب لحياة الإنسان والحيوان والنبات، يختلف تماماً عن المناخ الحالي، مما دفع ببعض الباحثين إلى الاعتقاد في أن الجذور الأولى لحضارة الإنسان خلال عصور ما قبل التاريخ في شمال أفريقيا بوجه عام، ترجع في الحقيقة إلى جهود الإنسان الصحراوي في ذلك الوقت، ويمكننا أن نصف بايجاز المراحل الكبرى في تاريخ الإنسان القديم بالصحراء الغربية كما يلي: 
 
العصر الحجري القديم (Palaeolithic): 
وهو أطول أقدم العصور الحجرية وأطولها حيث بدأ منذ 2300000 سنة وأنتهى في حدود 12000 قبل الميلاد وهو العصر الذي استعمل فيه الإنسان النار وقد عرف بعصر الحجارة غير المصقولة حيث اعتمد الإنسان الذي مارس الصيد وجمع الثمار على صنع بعض الأدوات من الحجر الصيوان أو الكوارتزيت أو من العظام وكانت تقنية صنع الادوات الحجرية تقوم على أسلوب القدح أو الطرق للحصول على أدوات حجرية ذات حد قاطع في المرحلة المبكر من هذا العصر. 
وقد أثبتت الدراسات والآثار المحصل عليها مدى الانتشار الواسع لمواطن التجمعات البشرية في مختلف مناطق الصحراء الكبرى من وادي الذهب حتى تبستي ومن المذهل التشابه الكبير بين خصائص أثار العصر الحجري القديم في مختلف مناطق الصحراء الكبرى.  
وتفيد الدراسات التي أجريت في المناطق الحدودية بين الصحراء الغربية وموريتانيا خاصة في ضواحي الزويرات وشمال وادان أن عمر الحضارة الانسانية الأولى في هذه المنطقة تعود الى العصر الحجري القديم الأدنى (عصر الحجر المقصب) ذي الحد الواحد القاطع أي منذ 600 الف سنة . 
المرحلة اللاحقة عرفت بالحضارة الأشيلية وتمتد الفترة التي غطتها هذه الحضارة من مليون سنة إلى حوالي مائة ألف سنة قبل الميلاد أي مع نهاية العصر الحجري القديم الأدنى وهي الفترة التي عاش فيها إنسان الهوموإريكتوس. 
وتعرف هذه الحضارة بحضارة الأدوات ذات الحدين حيث تطورت تقنيات صقل الحجارة من خلال تشذيب حواف الحجر للحصول جانبين حادين وليشكل الطرف الآخر من الحجر موضع المقبض له للحصول على شفرات وأدوات تشبه الفؤوس والتي وإن كانت مصنوعة بفظاظة فإنها كانت أكثر تطوراً وأوسع انتشاراً من سابقاتها.  
وقد عرفت الثقافة الأشيلية انتشاراً واسعاً في مختلف مناطق الصحراء الكبرى وقد درست في منطقة وادي الذهب من قبل الإسباني باش المارغو- كما انتشرت في منطقة زمور حيث درست من قبل الباحثين الفرنسيين وقد دلت أثار هذه الحضارة على أمتدادها لفترة طويلة من الزمن تميزت بالمناخ الرطب نسبياً. 
الأدوات الحجرية التي تنتمي إلى الحضارة الأشولية كالمكاشط والفؤوس اليدوية عثرت عليها البعثات الأثرية التي نفذت دراساتها بضواحي تفاريتي سنة 2002 و2005م مما يدل على الأستيطان المبكر لهذه المنطقة. 
وفي منطقة الركيز مثلاً تنتشر ادوات حجرية حتى وان كانت ذات كثافة محدودة جداً تتكون أساساً من فؤوس يدوية تنتمي للحقبة الأخيرة من الفترة الأشيلية وبعض الأدوات التي تحمل الخصائص الموستيرية في تشذيب الأدوات الحجرية مثل الشطفات المستخرجة من النويات القرصية الشكل والمكاشط والرؤس الحجرية الحادة والتي تحمل بصمات التقاليد اللفلوازية مما يدل على استيطان مجموعات بشرية لهذه المنطقة خلال عصر البليستوسين، غير أن الكثافة المحدودة لآثار هذه الفترة الزمنية تدل على أن هذا الأستيطان يعود لمجموعات بشرية قليلة العدد وربما كانت عابرة، علماً بأن عهد البليستوسين قد تميز بالبرودة الشديدة والتقلبات المناخية الحادة حيث شهد أربعة عصور جليدية ولا ريب ان هذه التقلبات المناخية الصعبة قد أثرت بصورة بالغة على الأنتشار البشري خلال هذه الفترة الزمنية. 
 
أما الحضارة العاترية فقد ظهرت في العصر الحجري القديمي الأدنى حوالي 50 الف سنة الى 20 الف سنة قبل الميلاد وهي حضارة مميزة لمنطقة شمال أفريقيا وقد درست في منطقة شبه جزيرة الرأس الأبيض (جنوب الصحراء الغربية)، كما أثبتت الدراسات المعاصرة انتشار أدوات هذه الحضارة في شمال منطقة زمور الصحراوية ولو بصفة محدودة . وأظهرت الآثار التي درست أن السكان واصلوا صنع الأدوات الحجرية كالمخارز والمكاشط والمجارف وعلامتها المميزة لها هي ان لها شبه ذنب يسمح بوضع مقبض لها . 
وقبيل بداية العصر الحجري الحديث ظهرت حضارة محلية يسميها علماء الآثار حضارة عصر "زمور الايبيباليوتي"، تنفرد بتقنيات مميزة في صنع شفرات وصفائح ومثاقب من يشب.  
في العصر الحجري القديم المبكر شهدت الصحراء انتشاراً واسعاً للتجمعات البشرية، اما أثار العصر الحجري القديم المتأخر فانتشارها أقل مما يدل على ان المناخ كان جافاً وقاسياً.  
ولقد مثلت الصحراء الغربية أخر وأقصى نقطة جنوبية وصل إليها الإنسان الكرومانيوني الذي هاجر جنوباً هرباً من الزحف الجليدي الذي عرفته اوروبا الغربية في العصر المادليني، فقد عثر في الصحراء الغربية على العديد من الأثار التي تنتمي الى الحضارة المادلينية بما في ذلك الأسلحة المصنوعة من الحجر ورؤوس السهام والحراب الصوانية.  
كما درست أُثار تجمعات الصيادين الذين مارسوا الصيد البحري أيضاً من خلال تلال الأصداف والقواقع وعظام الأسماك في منطقة الرأس الأبيض من طرف كروفا سنة 1909 1912 و واتيرلوت سنة 1913 وهي آثار تعود إلى الطور الأعلى من الحضارة القفصية أي أنها تنتمي زمنياً إلى العصر الحجري القديم الأدنى والأوسط. . 
 
العصر الحجر الحديث (Neolithic): 
وقد تميزت حضارة هذا العصر بظهور الزراعة واستقرار الإنسان وتدجين الحيوانات وصناعة الأدوات والأواني الخزفية كما عرف الغزل والنسيج خلال الفترة ذاتها مما شكل عملية تحول من الاقتصاد البدائي المتمثل في جمع الثمار والبذور والصيد الى الإنتاج الزراعي والرعي والإنتاج وما صاحبه من استقرار التجمعات البشرية. كما واصل انسان هذه الفترة تصنيع واستعمال الأدوات الحجرية المصقولة وإن كانت قد أصبحت أكثر اتقاناً وجمالية مقارنة بأدوات العصور السابقة لها. 
وقد ظهر هذا العصر في الصحراء الغربية كما في شمال إفريقيا منذ ستة ألاف سنة قبل الميلاد، وإلى هذه الفترة تعود أغلب أثار الصحراء الغربية مما يدل على الانتشار البشري الكثيف والمتنوع للتجمعات البشرية بالمنطقة وما يعني ذلك من ظروف مناخية ملائمة للنشاط والتجمع الإنساني حينئذ. 
 
ويلاحظ الانتشار الواسع لحضارة العصر الحجري الحديث بمختلف مناطق الصحراء الكبرى مما يدل على كثرة سكان الصحراء في تلك الحقبة التاريخية ويمكن القول ان العصر الرابع عندما كانت الصحراء تعبرها الانهار الدافقة كانت مسكونة بكثافة حيث شكلت ملجأ للانسان في فترةالزحف الجليدي. 
وقد دلت الدراسات التي أجريت على كهف صغير بمنطقة أخشاش شمال تفاريتي رغم تعرضه للعبث بمحتوياته الاصلية على وجود بقايا مادية تدل على الأستيطان المتكرر للمنطقة خلال أزمنة ماقبل التاريخ حيث عثر على بقايا الخزف غير المزخرف وشفرات صوانية وأدوات صخرية من نوع النواة وبقايا بيض النعام وأدوات حجرية لطحن الحبوب وعظام الماشية وهذا مايدل على الأستيطان الشري للمنطقة خلال عصر العصر الحجري الحديث المبكر والاوسط حين كان يستعمل الكهوف والمغارات الصخرية المنتشرة في منطقة زمور كمساكن . 
وقد واصل السكان خلال هذه الفترة عملية الصيد وهو ما يدل عليه العديد من آثارهم المتمثلة في رؤوس السهام والحراب كما تظهره رسومهم الصخرية الواسعة الانتشار التي تظهر عدداً كبيرا من طرائدهم كالظباء والفيلة والنعام ووحيد القرن والزرافة ووحيد القرن والنعامة وغيرها من حيوانات المناطق المطيرة مما يدل على أن الصحراء الغربية كانت حينها منطقة سفانا غنية بالنباتات والمياه.  
كما تنتمي إلى هذا العصر أثار تجمعات صيادي الأسماك - كبقايا هياكل عظام الأسماك وأصداف المحار والقواقع البحرية- الذين استوطنوا المناطق الساحلية والذين تظهر أثارهم على صورة تلال من القواقع والأصداف وعظام الاسماك تتكدس على الشاطئ الأطلسي أو حول البحيرات الداخلية التي جفت الأن وتحول معظمها إلى سباخ بعد أن تراجع مستوى سطح البحر وهذه التلال من القواقع وهياكل الاسماك يسميها علماء الأثار " الكوكينميودينغ" .  
كثافة بقايا عظام الاسماك المتنوعة والأصداف البحرية بالإضافة إلى أكوام الرماد وانتشار هذا النوع من الأثار على مساحة واسعة من ساحل الصحراء الغربية تظهر الأستقرار والاستيطان لفترات طويلة في هذه المواقع لتجمعات بشرية كبيرة العدد تمارس الصيد البحري بكثافة كما انها ذات معرفة ودراية بفنون الصيد البحري وحسن استغلال الموارد البحرية للمنطقة.  
وخلال هذه الفترة انتشرت تربية وتدجين الحيوانات في نقلة حررت الإنسان من التبعية لظروف الصيد الذي مارسه لأزمنة طويلة وتظهر الرسوم الصخرية استئناس الإنسان الصحراوي للحيوانات الأليفة باعداد كبيرة.  
ويعتقد الباحثون أن الانتشار الواسع لبقايا قطع الفخار في شمال منطقة زمور الصحراوية يبرهن على كثافة الاستطان البشري خلال العصر الحجري الحديث المتأخر . 
في العصر الحجري الحديث انتشرت مجموعات زنجية في الصحراء الغربية هاجرت الى المنطقة من غرب افريقيا تباعاً وهو ما تدل عليه الفؤوس اليدوية والرحي البدائية المستعملة لطحن الحبوب ويعتقد أن هذه المجموعات مارست الرعي وتربية المواشي لألاف السنين. 
وعموما، فإن العصر الحجري الحديث يحمل الخصائص السودانية، فرؤوس السهام تنتمي للحضارة الزنجية لأن البربر لم يعرفوا هذه السهام والاقواس. . 
وقد انتهت فترة العصر الحجر الحديث التي شهدت "الثورة النيوليتية" التي تمثلت في تنوع النشاط البشري وكثافته بالصحراء الغربية مع بداية مرحلة قاسية من التصحر المتواصل للمنطقة وما صاحبه من اختفاء الأنواع الحيوانية الناتج عن تدهور الغطاء النباتي والجفاف الطويل. 
 
 
عصر المعادن:  
في الصحراء الغربية عرف العصر النحاسي ويرى الباحث ريمون موني انه قد حل محل العصر الحجري الحديث واستمر من 1300 حتى 600 سنة قبل الميلاد عندما ظهر الحديد. اما في أثار افريقيا السوداء فالنحاس نادر الوجود وقد ظهر في فترات متأخرة .  
وقد عرفت الصحراء الغربية المجتمع الرعوي المميز للعصر البرونزي للبحر المتوسط كما يستدل عليه من أثار منطقة ركيز لمقاسم. كما أن أقدم الرسوم الصخرية المنتشرة في منطقة زمور شمال شرق الصحراء الغربية المعروفة والمصنفة ضمن "طراز الراقصين" تنتمي إلى العصر البرونزي الأول أو الأوسط أي الفترة مابين 3800 سنة إلى 3200 سنة قبل الميلاد . 
 
brahsaep@hotmail.com                                                                                                             

Publicité
Commentaires
Publicité
Publicité